
(صورة صورتها و أنا على الطريق الصحراوي..بحبها و بتأملها كتير أوي)
نبتدي منين الحكاية؟؟
لأ مش بتاعت عبد الحليم.. الحكاية المرة دي غريبة أوي..
كنت قاعدة كالعادة مذبهلة و متنحة في كوم الكتب قدامي في صباحية يوم جمعة و الشمس أخيراً طالعة و الجو لطيف و مشجع ع المذاكرة.. لكن هيهات يا ولدي.. مفيش فايدة.. يطلعلي عمنا عبد الحليم زي ما طلع لسلطان في العيال كبرت و يهلل قدامي : طريقك مسدودٌ مسدودٌ.. يا والدي.. مسدودٌ مسدودٌ.. أقول مفيش فايدة بقى, أفتح الإنترنت(أو الشبكة العنكبوتية, حيث أنها دايماً معايا عنكبوتية على حق و مابعرفش أهرب منها, فتراني لازقة قدام الشاشة بالساعات, إشي إيميلات و إشي موسوعات و إشي بلوجز صحابي..بقى داء بعيد عنكم!)
ما علينا.. المهم فتحت بلوج أحد أعز أصدقائي(أنا أصلي بسترخم كلمة مدونة شوية, بحس أني تيتة ماجدة يعني لمّا بقولها).. أفتح الصفحة و إذ بي أفوجأ بموضوع نط إلى ذهني كما يثب الفهد الرشيق على فريسته الغلبانة اللي زي حالاتي.. الموضوع و ما فيه يا إخواني أني اكتشفت ظاهرة غريبة بقت منتشرة عند كتير منّا, و أولهم أنا.. ألا و هي جو التردد و التجاهل اللي غالباً بيوصل لدرجة الاستهبال معانا.. الحدوتة اللطيفة دي بتبدأ إزاي؟! أقوللكم.. كمثال بسيط على البراءة و القدرة على التعايش, حرجع بالزمن كام سنة لورا.. مش كتير أوي عشان الزهايمر عامل شغل لوحده أصلاً.. كفاية 6 أو 7 سنين.. كنت أيامها في أحلى فترات المدرسة, أواخر الاعدادية و شهادة يا ناس, و الانتقال بقى إلى جو الثانوي و الاندماج الاجتماعي مع الناس.. كنت مجرد ما ألمح حد أعرفه معدّي في الشارع أو النادي ولا معايا في الدرس ولا في أي حتة, بجري أسلم عليها أو عليه بشئ من الفخر و الفرحة و الانشكاح المعنوي يفوق الوصف.. كنت بحس بسعادة داخلية لمّا أقابل حد أعرفه صدفة أو في السكة و أروح أسلم و نسأل على أحوال بعض.. قد إية الفرحة لمّا كنت بحس أن القدر مغرقني صدف سعيدة عشان بيخليني أشوف كل الناس من غير ترتيب, نظام هيصي يلا, عشان بس ماتقوليش حارمك من حاجة, صحاب نوادي تلاقي, زمايل مدرسة و دروس تلاقي, صحاب رحلات ما يضرّش, أهه كلنا بنتقابل و نسلم على بعض و نشكر الظروف أنها جمعتنا..
فلاش فوروارد بقى, نرجع للوقت الحالي.. طاااخ.. الحقيقة المؤلمة..
اكتشفت أن بقى موقف عادي جداً في حياتي و بيتكرر كتير, أني أقابل بالصدفة ناس أعرفهم, و إذ بي أفوجأ أن بقدرة قادر الشخص بيتجاهلني, أو نظام مش فاضي أسلم, فممكن نكتفي بابتسامة عابرة أو ما هو أسوأ, ألا و هو, التجاهل التام و كل واحد يدور وشه و كل حي يروح لحاله.. المصيبة بقى, أن أنا كمان بقيت أحياناً(لأ هما أكتر من أحياناً بشوية بصراحة.. بس بلاش إحراج) بأتبع نفس هذه السياسة البايخة في التعامل! كتير بقيت بحس في مثل هذه المواقف أني مليش نفس أسلم أو مستعجلة لدرجة أني مش لاحقة أقف و أسلم.. أكن حياتنا خلاص مبقاش فيها وقت, ولا بقى لينا خلق نسلم على بعض و نودّ بعض! كل واحد ماشي في طريقه و كأن يومه ده نهاية العالم, متجهم و مستعجل, قطر ماشي مش بني آدم! كنت باستمتع زمان بممارسة هذه "الآدمية" مع الناس و التي يبدو أن المشاغل سلبتنا إياها.. طب أزعلكوا زيادة؟؟ معلش استحملوا.. الأدهي بقى لمّا تلاقي قدامك شخص ماشفتوش من فترة طويلة, يمكن سنين, و تبقى حتموت و تسلم عليه و تعرف أخباره و تسأل عن أحواله.. مجرد معدّي قدامك و تقدر بسهولة تناديه أو حتى تشاورله هايشوفك.. لكن المشكلة أنك بتفضل متنح.. بتسأل نفسك أسلم ولا لأ.. طب حيفتكرني ولا لأ.. طب أحسن ميفتكرنيش و تبقى محرجة.. و تفضل دماغك تجيب و تودي لحد ما تضيع الفرصة و يكمل هو طريقه و مايشوفكش.. و في حالة أسوأ.. لمّا تتوارد نفس الأفكار في ذهن الطرفين و هما باصين لبعض و التردد يقتلهم.. و تنتهي نفس النهاية و تفقدوا الأمل و تمشوا أنتو الأتنين..
طب ليه إحنا بقينا كدة؟؟ ليه بنضيع فرصة لإسعاد الآخرين و إسعاد نفسنا كمان.. لمّا نفتكر ويّا الشخص ده ذكرى حلوة أو حتى أيام عدت, و نفكره أن لسه في حد فاكره و مهتم يسأل عليه و يعرف أخباره في أبسط الصور,, في مقابلة صدفة حصلت.. ممكن تقولولي أن الشخص مش دايماً بيفكرنا بأيام حلوة, ساعات بيبقى اسمه أو شخصه مقترن بذكرى غير سعيدة.. أقوللكم ماهو لو ركزنا, حنلاقي أن مهما كانت إية هي الذكرى دي, فهي عدت.. و خلصت.. يعني أننا نسلم ع الشخص مش معناه أننا حنعيد الأيام السودة تاني, و ع الأقل رؤيته حتريحنا و تفكرنا أن الأيام دي خلصت خلاص و دلوقتي أحسن..
البوست اللي قريته في بلوج صديقي زعلني من نفسي أوي, و فكرني بالمواقف اللي ضيعت فيها فرص سببها لي القدر للم الشمل و إعادة الاجتماعية إلى حياتي كما ينبغي.. نبقى بني آدمين زي الكتاب ما قال, أبسطها نسلم على بعض و نسأل على بعض.. من اللحظة دي, وعدت نفسي أني مش حتجاهل حد تاني شفته صدفة.. أو بلاش صدفة دي, إنه القدر يا ولدي.. حرجع أسلم على كل اللي أعرفهم حتى لو الطبيعي أني بشوفهم كل يوم.. حسعد نفسي و أسعدهم, أن فيه حد فاكرهم.. يمكن يوم أبقى ماشية في الشارع مش عارفة حد, مش دريانة بحد, و ألاقي بنوتة جميلة جاية تقوللي : "إزيك؟ إنتي مش فاكراني؟ مش مهم.. بس أنا فاكراكي!!"..
هناك تعليقان (2):
فعلا يا حنان الواحد بيزعل كل ما يفتكر قد إيه هو مهمل ف صلة الرحم :)
اه و الله يا أحمد.. نظام دناوة يعني كل واحد واخد في وشه و قاطع مش معبر حد..
ميرسي لتشريفك البلوج و للرد..
إرسال تعليق