عندما لا أستطيع امتلاك الدنيا و ما فيها... اكتشف,, أنني أملك ورقة و قلم.. و أحلام !!

الثلاثاء، 15 أبريل 2008

في الغرفة الخالية...


(الأبطال : غرفة خالية, و صورة معلقة على الحائط,
و أريكة أرجوانية, و أماني ضائعة في الأفق)
 

يأتي المساء..
أجلس بغرفتي أبحث بين الأشياء
أبعثر الأغراض
أتأمل الحوائط بلونها الأزرق الفاتح
أموج في الحجرة ذهاباً و إياباً
أفتح الأدراج
أتلمس أغراضها بحنية بين أناملي
ثم يختلجني الغضب فأقذف بالمحتويات إلى الأرض
أتحسس طريقي إلى تلك الأريكة الأرجوانية القطيفة بنهاية الحجرة
أجلس, و أبكي..
حينها يتضح لي أني بمفردي
وحيدة في عالمي, غريبة في بيتي
أتأمل الصورة المعلقة على الجدار
أسرح في الذكريات
و تتمثل أمامي بكامل هيئتك الأنيقة
نظرتك الوديعة و ابتسامتك الرقيقة
تخبرني بأنك لازلت في الجوار
و لست ببعيد
و تحتضن يداي بكفيك الدافئتين
أبكي بحرقة.. و أتمنى عودتك
كيف تتركني؟! لم أسمح لك..
هل لي معك ما يكفي من الذكريات لإحيائي؟
أنا لا تكفيني الذكريات..
أريدك معي, حاضري و مستقبلي
انتظرت طويلا حتى وجدتك
لا أسمح بالفراق
لا أسمح لك بالموت!
في تلك اللحظة انتبه لوجودِك في الغرفة
تنظرين لي تلك النظرة الحانية
تلك التي ورثتِها عن أباكِ
تتأملين وجهي المبتل بالدموع
و عيناي المغرورقتان بالشفقة
على نفسي..
تجلسين بجواري على الأريكة
تقبلين كتفي
ثم تلقين بذراعيك الصغيرين حولي
فتحتضنينني ببراءة و احتواء
ابتسم و أضمك إلى صدري
فتضحكين و يجلجل صوتِك في الأفق
أضحك أنا الأخرى..
تأخذك الحماسة فتبدأين في الثرثرة و الحكي
أنصت لحديثك..
تحكين لي عن عالمِك الخاص
عمّا دار الحوار اليوم بينك و بين باربي
و كيف تمضي وقتها مع كين في النادي
و كيف اخترتِ لها الملابس الملائمة للسهرة..
تحكين عن منى و منال زميلاتك
فقد لعبتما الاستغماية اليوم في الفسحة
و تعبرين عن فخرك باختبائك خلف باب الفصل
و كيف ساعدك جسمك الضئيل ببراعة على الفوز حتى النهاية..
أهنئك على ذكائك و أطبع قبلة على جبهتك
أسرح في عينيكِ العسليتين
أعوض بهما ما فاتني من ساعات العزلة
نقوم فنأوى إلى الفراش
أدغدغ قدميكِ تحت الغطاء
نقهقه سوياً, و أضمك إليّ..
أنظر نظرة أخيرة إلى الصورة المعلقة أمامي على الحائط
أدقق في الفستان الأبيض و البدلة السوداء البراقة
و أسرح..
الاّن, و الاّن فقط, أسمح لكَ بالموت..


هناك تعليقان (2):

raspoutine يقول...

برافو عليكى
تسلم ايدك مدونتك فعلاً مميزة جدا
ليكى خالص تحياتى واعجابى


ايمن فاروق

Hanan Fikry يقول...

ميرسي أوي يا أيمن و أشكرك على المرور و التعليق.. ابقى تعالى كل يوم.. D:

أنا أصلي لسه جديدة في عالم البلوجرز فأرجو أنكوا متزهقوش معايا.. :)

و أكيد ليا زيارات في مدونتك ان شاء الله.. تحياتي..